شهـــادة التأهيل وشهــادة التزكية أي علاقة؟
ابتداء نقول نحن الأئمة : لا نخاف من شهادة التأهيل ولا من الاختبار، ولو كرر في كل شهر، ومن خاف من الاختبار فحقه أن يقصى ويترك الساحة لغيره.
إذآ فلماذا كل هذا التخوف، التخوف نتج من ثلاث نقط لا غير
الأولى : طول المدة، أي من بدل مسجده فإن المرشد يأخذ منه رقم الهاتف ورقم البطاقة ثم ينتظر الاتصال به لكي يختبر هو ومن معه من الأئمة، وستبقى مدة الانتظار شهرآ فما فوق، فمن نجح منهم هو الذي يرشَّح للمسجد الفارغ، السؤال هنا : ماذا يأكل الإمام في مدة الانتظار، ومن أين تأتيه أجرة الكراء، ونفقة الأولاد، هذا إن نجح أرايت إذا لم ينجح، فإنه سينتظر مدة أخرى باختبارها ...والكراء ينادي والماء والكهرباء والكسوة والنفقة ... فإذا نجح ورشح لمسجد، فإذا بالمسجد لا يلائم طبعه لقلة الماء أو لعدم المواصلات أو لعدم الاهتمام من طرف الجماعة، فإنه يضطر إلى تغيير المسجد، فإن غيَّره فإنه يطالب بشهادة التأهيل، من جديد، ويلزم من ذلك طول الانتظار، إما أن ينجح أو يرسب، فهو بين مطرقة، البقاء في مسجده مع الرضا بالذل والهوان، وهذا شيء تأباه النفس الزكية، أو التغيير وطول مدة الانتظار .
أكرر وأقول : فإننا لا نخاف من الاختبار ولكن نخاف مما ينتج عنه من طول المدة التي تشبه العَضْل في قوله تعالى { فلا تعضلوهن ... } (1)
فلذا عندي ثلاث اختيارات للوزارة الوصية .
--1 ) أن تترك الأئمة الذين لهم شهادة التزكية القديمة جارية المفعول ولو غيروا المسجد، وأن تطالب الجدد باختبار شهادة التأهيل مع قصر مدة الانتظار
-- 2 )إذا كان ولا بد، فطالبوا الأئمة من المتقدمين والمتأخرين بشهادة التأهيل، لكن تبقى جارية المفعول لمن نجح ولو غيروا المساجد، فمن العبث أن يختبر في كل وقت وحين، فما رأيت صاحب شهادة يختبر في كل سنة قط.
-- 3 ) إذا كان ولا بد أن يكون الاختبار وشهادة التأهيل لكل من غير المسجد، يجب عليكم تقليس مدة الانتظار، فما المانع أن تردوا على الإمام في أقل من ثلاثة أيام فإن نجح فبها ونعمت وإن لم ينجح فتفتح له الفرصة لمسجد آخر، فعلى الأقل، الشهر الذي ينتظر فيه مسجدآ واحدآ يكون قد اجتاز لعدة مساجد لتقوية فرص النجاح...
تنبيه وتعقيب :
من الأسباب التي جعلت الوزارة تقرر هذا، هو طبط الأئمة في مساجدهم وأن لا يكثروا من تبديل المساجد، وبسبب شهادة التأهيل فإن الإمام لا يتغير من المسجد إلا بطيب خاطره، أو خالف شيئآ من الثوابت ولا يحق للجماعة أن تطرده بغير سبب.
فنقول لهم : هذا لن يكون أبدآ، وسيتسمر التغيير، لأن الجماعة ربما لا تريد الإمام أن يبقى معها طويلآ، فيؤذونه بكل أنواع الإذاية كعدم الاهتمام، وعدم أداء أجرة الشرط... خصوصآ أهل البادية أهل الغلظة والقسوة والجفاف ... فهل سيبقى الإمام في هذا الذل ... فسيغير منصبه حتمآ لأن جل الأئمة يتمثلون بقول الجرجاني رحمه الله :
يقولون لي فيك انقباض وإنما
رأو رجلآ في موقف الذل أحزما
أرى الناس من داناهم هان عندهم
ومن أكرمته عزة النفس أكرما
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم
ولو عظموه في النفوس لعظما
وأخيرآ فنشكر وزارة الأوقاف التي ما فتئت أن تقدم للأئمة وللشأن الديني ما يعود عليه بالنفع، وتبذل كل جهدها لتحصين الأئمة عن كل ما يمس كرامتهم.
وكتب هذا محمد الكريمي الذي لا ناقة له ولا جمل في مهنة الشرط.
انظر المقالة الأصلية من هنا
---------------------------------------------------------------------
(1) عضَل المرأةَ :منعها الزَّواجَ ظلمًا، ضيَّق عليها
ولا تعضلوهنَّ لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن ﴾ كان الرجل يمسك المرأة ليس له فيها حاجةٌ إضرارًا بها حتى تفتدي بمهرها فَنُهوا عن ذلك.
0 تعليقات